كان النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام قدوةً للمسلمين في أفعاله وأقواله، وعندما سئلت السّيدة عائشة رضي الله عنها يومًا عن خلقه قالت كان خلقه القرآن، فقد تجسّدت في شخصه الكريم الأخلاق والقيم بأحلى صورها وأكملها، وقد كان في مأكله ومشربه كالبشر والأنبياء من قبله، قال تعالى ( وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنّهم ليأكلون الطّعام ويمشون في الأسواق )، فالنّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام كان كسائر الأنبياء من قبله وهو يتصرّف تصرّف البشر في الحياة وكان يحبّ من الطّعام أصنافًا ويترك أخرى، وقبل أن نتطرق إلى ما كان يحبّه النّبي عليه الصّلاة والسّلام من الطّعام علينا أن نتعرّف على منهج النّبي الكريم وأسلوبه الغذائي فنقول :كان النّبي عليه الصّلاة والسّلام مرشدًا ومعلمًا للبشريّة في كلّ تصرفاتها، ففي الأكل والشّرب وضع النّبي الكريم منهجًا ليسير عليه المسلمون مبنيًّا على الإعتدال في الأكل والشّرب، فقال في حديث نحن قومٌ لا نأكل حتّى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع، ومعناه أنّ الإنسان لا ينبغي له أن يأكل إلا عندما يشعر بحاجته إلى الطّعام، لأنّ إدخال الطّعام والمعدة ملىء يسبّب الأمراض للجسم والسّمنة، وبالتّالي على الإنسان ألاّ يأكل إلا عندما يحسّ بالحاجة إلى الطّعام، وعندما يهمّ الإنسان بالأكل عليه أن يراعي مسألة عدم الشّبع وامتلاء المعدة حيث بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام تلك الجزئيّة في حديث آخر حيث يقول بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابد فاعل فثلثٌ لطعامه وثلثٌ لشرابه وثلثٌ لنفسه، وهذا الحديث يمثل أفضل مرشد للبشريّة للتخلص من معاناتها من أمراض السّمنة ومخاطرها والوقاية منها.
وقد روي عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه تناول أصنافًا مختلفة من الطّعام، فكان يأكل الرّطب والتّمر والحلوى، كما أنّه كان يأكل اللحم مع الخبز وهو الثّريد، وكذلك الخبز مع الزّيت أو الخل، وكذلك السّويق وهو الطّعام الذي يصنع من الحنطة والشّعير، والأقط وهو اللبن المجفّف.أمّا الطّعام الذي كان يفضله عليه الصّلاة والسّلام فكان البقل والقثاء وكذلك كان يحبّ القرع كثيرًا حتّى شاهده أحد الصّحابة يتتبّع أثره في القصعة، كما كان يحبّ اللّحم وخاصّة كتف الشّاه أو ظهرها، وقد كان منهجه كما قال الصّحابي الجليل ما عاب النّبي عليه الصّلاة والسّلام طعامًا قط إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، فأيّنا يحذو حذو نبيّنا الكريم في أيّامنا هذه ؟؟.
0 التعليقات:
إرسال تعليق